أريد أن أكتب عنك عن غيابك ووجودك الدائم كعرج لا يخفَي علي أحد مهما اجتهدتُ، عن غيابك الذي فتح في قلبي ثغرةً ليتسللَ منها أشباه الرجال ،وأشباه الصحاب وأشباه البشر ومابينهم من عابري سبيل ،أريد أن أكتب عن الثغرة التي تسربتُ منها قطرةً قطرة..غباءا حينا واحتياجا حينا آخر،أريد أن أكتب أن كل حب وكل كراهية وكل افتقاد وكل عجز وكل خبرة مكتسبة من الخارج وكل ادعاءات الثقة والقوة والعزة،وكل لحظات الترفع ،وكل محاولة لرفع صوتي عاليا،وكل محاولة لانتهاك الخطأ لمجرد انني أعلم جيدا أنه خطأ ،وكل محاولات التبسم والتمسح بأذيال الغرباء ،وكل الزحام والفراغ وكل شئ كانت في جزأ منها محاولات متتالية للهرب من غيابك للاحتماء من حقيقة أنك لست هنا وأن كل قفزاتي مهما ابتعدت عن الأرض وكل رفساتي مهما تركت من جراح وكل الأشياء المنطقية واللامنطقية لن تعطني ولو لحظةً واحدة منك ،أنني لن أعرف أبدًا صوتَ تنفسِك في النوم،ولن أذكر مهما عصرتُ رأسي رائحةَ عباءتِك ،أنني لا أملك عنك سوي ذاكرة مثقوبة ،بالكاد لديَ ظلال صوتك ،وارتفاع رأسك البعيدة عن الأرض ،وضحكتك ،وتلك اللحظة الممتدة في الزمن لعشر دقائق كاملة أذكرها تماما وأذكر انها انتهت بحضنك ،لكن _لأن ذاكرتي تأبي أن تتم نعمها _لا أتذكر مهما اجتهدتُ كيف كان طعم حضنك،لدي عنك حكايات معطوبة وعلب صغيرة من المربي لا تذكرني بسواك،وحرماني الدائم من ضمتك كل صباح كي لا أفسد انتظام الأسلاك المتصلة بصدرك،لدي صورة عريك لا تنمحي،ولدي ظل دراجة حمراء كبيييرة أحلم باعتلاءها ولا أصل إليها أبدا،ولدي عصا سوداء برأس نسر تنكسر كي أتعلم منذ صغري أن الأشياء كلها لاتبقي بعد رحيل أهلها،لدي ذكري ضبابية عن كيف يمكن أن يبدو شارع السوق القديم ومحل (عم سيد)من هذا المكان المرتفع جدا فوق كتفيك،ولدي ذكري بعيدة عن طعم أصابع الموز في كفيك ،لدي أخيرا فراشك الخالي المرتب المنتظم الأبيض الذي قال بوضوح ماخشيت الممرضة أن تقله…أنك لن تكن هنا مرة أخري أبدا .ء
في كل ليلة أرتب تفاصيلك في رأسي.. أعصر ذاكرتي وأستجدي حكاويهم عنك بهدوء وصبر كمراهقة تستجدي تفاصيل فارسها ،أدعو الله فقط أن أحلم بك،أن تقضي معي ولو بعض ليلة..لكنك أبدا لم تأت ،أريد أن أعاتبك…تسعة عشر عاما..ولم تفكر أبدأ في المرور بي..(ماوحشتكش؟)ء
أتذكر غناءنا في المطبخ ..ولا أتذكر طعم حضنك أبداً ،أحيانا أخشي علي ذاكرتي من خيالي أخشي أن أضيف اليها كي أزين عرجها ….أريد أن أكتب عنك… أريد لحظة حرية ولحظة صدق وجرأة وجنون كافيين كي أتخلص من غيابك وأخلق وجوداً جديداً .ر
الكتابة عن الغائبين صعبة..وغياب الكتابة أصعب
أريد أن أكتب عنك عنها وعنهم عن شوارع المعادي التي تخبرني في كل لياليها وتؤكد أني وحيدة ويتيمة وخائفة مهما ادعيت العكس
عن الكلاب السوداء البعيدة التي يدفع صوت نباحها أمي للجنون
وعن بيتي…ر
عن الأزرق والرمادي و الأبيض وكل الألوان التي نختبئ خلفها من شئ واحد….من غيابك
فقط قليل من الحرية..والصبر…ومزيد من حريق غيابك..وسأكتب ..أعلم أنني ذات يوم سأستطيع الكتابة
Published by alexandmellia
سأكون يوما ما أريد..وما أكون
View all posts by alexandmellia
تعرفي.. انا أبويا مسافر و حاسة بردو ان كأن جزء من جسمي واجعني و بشم ريحته قي أي حاجة بفتكرها …. كلنا خايقين و ووحيدين في الدنيا بس بتلم بعضنا
ربنا يرجعهولك بالسلامة يارب
ويؤنس وحدتنا كلنا
لا أدري ماذا أقول..
فقط أدري أنني صِرْتُنِي بفضل ذكريات تبقت وغياب..
أنا أكيدة من ده
الحقيقة هو ده اللي بيحصل فعلا كل يوم
لا أدري ماذا أقول..
فقط أدري أنني صِرْتُنِي بفضل ذكريات تبقت وغياب..
وكذلك ستصيرين
لازم نشرب قهوة مع بعض بس قبلها رغم ان حضن اي حد مش ممكن يعوضك حضن زي ده
بس لازم احضنك ..حضن بريء 🙂 خدي بالك انتي ..مش لوحدك
مادام برئ ماشي;)
ولينا قهوة مع بعض من زمان يابنوتة
ياااااااه يا غادة
كيف فتّتِ قلبكِ بتلك العذوبة الجارحة !
وكيف سحبتِني إلى جانب اعوجاج ذاكرتك !
وأفتقدك يا صديقتي 🙂
سلامة قلبك من الفتفتة
أنا أيضا أفتقدك يا فتاة
على فكرة “غادة” دي وصف يا بنت انتي!
بس قلت هتفتكريني اتلخبطت! :d
بس خلاص 🙂
حبيتها يا كاميليا بجد..
الله يجازي الحنين
🙂
الله يجازيه
لن أتــرك أي تعليق
فأنا أخــاف أن أكسر تلك الهالة أو أن أخدش قدسيتها
فقط اعلمي أن الراحلين يقتاتون في غربتهم على هذه الذكريــات المشتركة وأنها أخــر ما بقي لهم/لنــا
i hope so
يا خبر ابيض يا كاميليا
إيه الابداع ده بس يا بيت انتي
انتي تجنني
كل جملة ف النص لازم تلحقها الله
برافو يا كاميليا
thanks ya fatma
الرب يوم البعث سيأمرنا بأن نجمع أصداء ضحكاتنا من الأرض والسماء لنفتدى بها أنفسن
دعاء قالتى كده.. وانا صدقتها
يمكن احنا مش صُحاب أوى بس ده ميمنعش انى احس بألمك فـ لحظة زى دى
مهما كانت قدرتك على السرد فـ مش ممكن هـا حِس غير الصدق
صديقينى يا كاميليا.. بصى حواليكى كويس
لأن ربنا مبياخدش مننا كل حاجة
بس
حلوة أوي الجملة بتاعة دعاء
جميل ان الواحد يكون عنده الايمان ده بجد
وأنا أكيدة ان ربنا بيدينا كتير طبعا
شكرا
حقيقي شكرا
لأنه بلا أى محاولات للمورابة
فهو يحمل طاقته الخاصة لإقتحام القارىء
( :
🙂
أنت تعلم القانون
الطاقة لا تفني ولا تستحدث من العدم
،أريد أن أعاتبك…تسعة عشر عاما..ولم تفكر أبدأ في المرور بي..(ماوحشتكش؟)ء
أتذكر غناءنا في المطبخ ..ولا أتذكر طعم حضنك أبداً ،أحيانا أخشي علي ذاكرتي من خيالي أخشي أن أضيف اليها كي أزين عرجها ….أريد أن أكتب عنك
ايه بأة
بتعملي فية كدة ليه … مبسوطة أديني بدأت أعيط … قابليني لو عرفت أبطل
حرااااام عليكي
وجعتي قلبي أوي
وانا كمان يا كاميليا أبويا واحشني أوي
وتعبت من غيابه وبنسى … والله العظيم بحاول انسى
بس كل حد بيمر قدامي بشعر أبيض وحنان أبيض بيفكرني بيه أوي
مع اني عمري ما شفته
النص حلو أوي
سلامتك من الوجع
مبسوطة ان النص عجبك بجد
كاميليا
بداية غريبة فى صباح نهاية الاسبوع
وجعتيلى قلبى المتفكك وجع
انا كمان..19 عاما من الغياب
ولكن لسه بفرح لما القى سيرته الحلوة ممشيانى فى الدنيا
ليكى كل الحب
منورة يا سارة
كلنا تقريبا ماشيين بسيرته
يا كاميليا
………
اى تعليق سيبدو سخيفا الى جانب هذا النص
بس بالنسبة للقهوة انتى و غاده انا فى الحوار ده على فكرة
:)))
خلاص مستنياكو ع القهوة
):
):
):
😦
وجعتينى
سلامتك م الوجع
ألمتني
و لأ .. وحشتيه ، ثقي بده 🙂
عارفه يا كاميليو مش شرط ملامحه تبان الأرواح مش محتاجه ملامح فيه عطرهم وأجزائنا اللي بيشاركونا فيها بتحسسنا بيهم غمضي عنيكي بثقه هتشوفي
و حضن كبير لعنيكي والـتاني لما اشوفك
:-*
مش عارفة
ياريت بجد
مستنية أشوك واخد الحضن بتاعي يا جميلة
speechless:|
😐
يااااه
…
كالعاده .. قراءه .. صدمه .. لا تعليق